قد يكون التوتر الإجهاد او القلق شعور طبيعي في بعض الأحيان حيث أنه استجابة الجسم لأي خطر عاطفي أو عقلي أو جسدي. أثناء التوتر، تؤدي هرمونات الأدرينالين والكورتيزول إلى تهيئة الجسم لمواجهة التوتر, هذا ما يسمى بعملية (fight or flight) القتال أو الهروب.
وذلك لإعداد الجسم للرد بسرعة والتعامل مع عامل الضغط: يبدأ القلب في النبض بشكل أسرع، وتصبح الأنفاس سريعة، ويصبح التنفس سريعًا. قد يتعرق الجسم، وتتقلص العضلات، وتتسارع الأفكار. عادةً ما يهدأ الجسم بعد انتهاء الحدث المجهد. ولكن عندما يستمر التوتر، يبقى الجسم في وضعية الاستعداد المستمر إلى حد ما، الأمر الذي يؤدي الى الكثير من المشاكل صحية من بينها مشاكل الجهاز الهضمي.
عندما تكون في حالة التوتر أو الضغط والإجهاد، لا تكون عملية هضم الطعام أولوية للجسم. حيث يتم تحويل طاقة الجسم إلى الدماغ والعضلات للمساعدة في إعداد الجسم لوضعية الاستعداد: إما مواجهة الضغط أو الهروب منه!
مثال على التوتر الدائم:
تستعجل في تناول وجباتك أثناء الوقوف أو الجلوس بجانب طاولة المكتب أو أثناء القيام بأي عمل على الكمبيوتر، فهذا يعني أنك تأكل وأنت متوتر.
إذا كنت أم تتناولين وجبة طعامك أثناء إطعام اطفالك الصغار وخدمة الآخرين، فأنت في حالة توتر!
أي حادث عاطفي أو جسدي يمكن أن يؤثر على عملية الهضم لفترة معينة من الزمن.
إذن ماذا يحدث عندما تأكل وأنت متوتر؟
يمكن أن تعاني من أعراض عسر الهضم أو حرقة المعدة أو الغثيان أو الإمساك أو الإسهال. في الحالات الشديدة، قد يكون التوتر هو السبب الجذري للعديد من مشاكل الجهاز الهضمي؛ على سبيل المثال، متلازمة القولون العصبي وأمراض الأمعاء الالتهابية والقرحة الهضمية.
ولكن أصبح التوتر جزء من الحياة اليومية! ليس من السهل تجنب الضغوطات اليومية سواء كانت عاطفية أو جسدية.
ومع ذلك، يمكننا أن نحاول التقليل من تأثير التوتر على الجهاز الهضمي بهذه الخطوات البسيطة:
- قبل تناول الطعام , اجلس في مكان مريح وخذ نفس عميق من البطن خذ نفسًا عميقًا، احبسه لبضع ثوان، ثم أخرج الزفير. كرر عملية الشهيق والزفير عدة مرات.
- كما ثبت علميا أن الأكل بشكل واعي يساعد في حل معظم مشكلات الجهاز الهضمي؛ تناول الطعام ببطء، وامضغ الطعام جيدًا، وركز واستمتع بالطعام الذي تتناوله. أعلم أن هذا قد يكون صعبًا، لكن جرب ان تتناول الطعام بتمعن وبطء لتقليل مشاكل الجهاز الهضمي كعسر الهضم وغيرها.